محمد البلوشي يتحفظ على دورات التصوير ويجد الممارسة أفضل

تحمل شخصية الشاب الإماراتي محمد يوسف البلوشي عدة ملكات، وقدرات ومواهب مميزة، لفتت انتباه الكثيرين ممن عرفوه؛ فهو شاب طموح، ومثابر، ويحب العمل التطوعي إلى أقصى الحدود، ويمتلك موهبة فذة في تقنية التصوير الفوتوغرافي. 

رفض البلوشي منذ أن التحق بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا لدراسة القانون، أن يكون طالبا عاديا يركز على الجانب الأكاديمي فحسب، بل أراد أن يستغل جميع الفرص المتاحة له تحت أسوار الجامعة، وخارجها، ليطور نفسه، ومهاراته؛ فتجده تارة رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة ومصوراً معتمداً من قبل الجامعة لمختلف فعالياتها وأنشطتها وتارة أخرى مصوراً صحفياً لنادي العين الرياضي الثقافي إلى جانب قيامه بإنشاء وإدارة ثلاثة مواقع إلكترونية، يزورها آلاف الشباب من مختلف الإمارات والدول يوميا للإطلاع على آخر المستجدات والأخبار المحلية والعربية والعالمية المرفقة بالصور وآخر الجرائم والأحداث الحاصلة في الدولة، والتي استطاع البلوشي أن يحصل في بعضها على صور حصرية، غير مسبوقة التقطها بنفسه من أرض الحدث؛ بالإضافة إلى عرض 3آلاف مبدع ومصور ورسام؛ ومصمم للمواقع مواهبهم عبر أحد مواقعه، وتبادل الخبرات، والانتقادات البناءة، بينهم بطريقة فنية، راقية جدا، تطور من أداء بعضهم البعض.

البداية

يقول هاوي التصوير محمد يوسف البلوشي: “دخلت عالم التصوير منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري حيث وجدت نفسي أعتزل الأهل والأصحاب أثناء نزهاتنا ورحلاتنا، وأبتعد عنهم في زاوية أخلو فيها بنفسي، لألتقط صورا بكاميرا فيلمية بسيطة، كانت تركز على الطبيعة، وجمالها، من بحر وصحراء وورود ومناظر خلابة، وكلما رآها الأهل استغربوا منها، وتفاجأوا بجمالها مما دفع بأخي الذي يكبرني بإهدائي كاميرا ديجيتال رقمية D450 كانون وصرنا نخرج سوية ونتبادلها في التصوير حتى نمت لديه هو أيضا موهبة التصوير “. 

متحفظ على الدورات

لم يرغب البلوشي في دورات متخصصة بالتصوير لتصقل موهبته وخبراته، وذلك بعد أن التحق بدورة ليوم واحد، في أحد المعاهد؛ كانت تتحدث عن تعديل الصورة، ولم يعجبه مضمون تلك الدورة، التي تعلم كيفية تعديل الصورة بطريقة الفوتوشوب، الذي يقلب معالم الصورة رأسا على عقب، وكأن العملية باتت قص ولصق صورة على صورة، لذا لم يجد البلوشي ما يريده فيها؛ ويؤكد في ذات السياق، أنه ليس ضد عملية تعديل الصورة، ولكن بحدود لا تتجاوز 20 % وتشتمل على الإضاءة، أو اللون، أو الزاوية لا أكثر؛ وهذا يعني أنه اعتمد في تطوير موهبته على ذاته عبر ممارسة التصوير بشكل شبه يومي، ومواقع الانترنت، والكتب، التي تعلم الكثير عن فن التصوير؛ بالإضافة إلى أن انضمامه إلى نادي العين الرياضي الثقافي وترشيحه عبر علاقاته معهم ليصور مختلف مبارياتهم الرياضية لتوضع في الموقع الخاص بالنادي، وتصوير الضيوف الذين يتم استضافتهم من قبل محرري النادي، وإرفاقها بالموقع أيضا، ومعظمهم من كبار الشخصيات ساهم إلى حد كبير وعلى مدار سنتين متواصلتين في إطلاق عنان موهبة البلوشي إلى أوجها.

تطور الموهبة

موهبة البلوشي في التصوير تطورت على يد مئات المصورين الهواة، والمحترفين، الذين انضموا لموقعه؛ وصار كل منهم يعرض صوره وينتقد صور الآخر ويرشده إلى أخطائه وطريقة التصوير الصحيحة وذلك بدروس مصورة توضح خطوات إلتقاط الصورة خطوة تلو الأخرى بشكل تمثيلي، يقوم به المصور نفسه ويعرضه من خلال موقع البلوشي الذي يحب أعضاؤه عدم احتكار المعلومة، وإفادة المهتمين بها. 

الطبيعة، وجلسات البر، والصيد، والتراث، هي أكثر المواضيع التي يركز عليها البلوشي حاليا في تصويره ويرفقها في مواقعه المختلفة ليتسنى لكل من دخلها أن يتعرف على تاريخ وحضارة وعادات وتقاليد الشعب الإماراتي فهو يعتبر ذلك أمانة في عنقه تجاه وطنه الإمارات ومدينته الغالية على قلبه مدينة العين.

التجربة الجامعية

ويذكر البلوشي المحطة الثانية التي أثرت في مشواره التصويري الذي يعود إلى سنوات مضت ويقول:” طلبت من عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، أن يسمحوا لي بأن أصور لهم الفعاليات والمعارض التي تقام على أرض الجامعة بصورة تطوعية، فأنا أعشق العمل التطوعي وفعلا رحبوا بي وشجعوني وصارت صوري ترفق مع أخبارهم الموزعة على وسائل الإعلام المختلفة، وهذا أشعرني بسعادة وفخر، وإيمان بموهبتي بشكل أكبر”.

العينَ أو كما يقال لهَ هُنا محمّد البلوشيَ ، أحد الأسبابَ التي جَمعت نخبة من المبدعينَ و المُبدعاتَ في شتى المجَالات ، منها التصوير و التصميمَ و الرّسمَ و التدوينَ بطرق إبداعية كثيرة ، و علاوة على ذلكَ ، فـ ها نحنُ ذا نمارسَ الكتابة بشتَى اللغاتَ ، و نكتبَ من كتـاباتنـا و نجَد الترحيبَ و الدعم الـ لا محدودَ في طيّات أحد مواقعهَ الإلكترونية التيَ يديرها أخيَ محمّد .. ، فـ هناك مثلَ ما قال كاتبَ المقال بأن من يصحح لنا مسارنا ، و هناك من يرشدنا ، و هنا من ينقدنا بطريقة لائقة و لبقَة جداً بدون تجريحَ ، في إطار الإحترام و الأدب الكبيرَ الذي نجده بيننا البينْ. و منَ يستطيعَ بأن يضمَ مثل هؤلاء النّخبة في موقع إلكترونيَ، و يربطهم مع بعضهُم البعضْ، فـهو قادر بكل تأكيد بأن يحوز على احترام أساتذته مما يساعده على توليـه الكثيرَ من الفعالياتَ إن كانتَ في نطاق الحرم الجامعيَ، أو لأحد أكبر أندية أبوظبيَ مثل ناديَ العينْ، و كم أتمنى بأن أشاهده في نطاقَ الأكبر بكل تأكيد ، مثل تغطيات لمُنتخب الإمارات و غيرها. و لديـه قوة و قدرة و تميزَ و عطاء كبير جداً من خلال تصميم المواقع الإلكترونية ، ولعلّ هذا أحد و أهم وأبرز الأسباب التي جذبت الكثير من المبدعين في أحد مواقعه الإلكترونية. مما جذبني شخصياً في الإستقرار في أحد أبرز المواقع الإماراتية التي يملكها. و مثل ما قالوا ” و شَهَدَ شاهداً مِنَ أهلهً ” ! و ” لا خيرَ في كاتِمْ العِلِمْ ” !

رابط المقابلة – جريدة الاتحاد