هدفه من التصوير لا يقتصر على تمضية وقت الفراغ أو التسلية، لكنه يرى في هوايته التي حولها إلى وظيفة واجب وطني من الممكن أن يتيح له فرصة تعريف العالم بدولته وتراثها الحضاري والثقافي .المصور الفوتوغرافي محمد البلوشي الذي يقوم بتصوير وتغطية العديد من الفعاليات الحكومية والخاصة من دون مقابل بجانب وظيفته كمصور فوتوغرافي في ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية والذي دار معه الحوار الآتي:
اللحظة الأولى لاكتشاف الموهبة هي الأهم، فكيف اكتشفتها؟
– هوايتي وليدة المصادفة لم يكن لها سابق تخطيط، ومثلما يقال رب صدفة خير من ألف ميعاد، كنت أحب تصوير السيارات وخاصة استعراضات الشباب في حلبات السباق بهاتفي المحمول، وبعد عدة تجارب ومحاولات اكتشفت موهبتي وساعدني أخي الأكبر فيصل في تنميتها عندما أهداني أول كاميرا رقمية في حياتي .
وبعدها بدأت في حملها معي في كل رحلاتي مع أسرتي أو أصدقائي لتدوين أجمل المشاهد والذكريات الخاصة .
كيف عملت على تطوير موهبتك وإصقالها؟
– اهتممت كثيراً بالاطلاع على خبرات المصورين الآخرين، كما تابعت العديد من الدروس وورش العمل الموجودة على موقع “يوتيوب” والمقدمة من معظم مصوري العالم، ومن داخلي حرصت على أن أكون مصوراً مبدعاً أبحث عن زوايا مختلفة ومميزة لأي صورة أريد أن أقدمها للناس .
ما هدفك من التصوير الفوتوغرافي؟
– قضاء وقت الفراغ في عمل مفيد، ومحاولة الوصول للاحتراف في عالم التصوير، لأنني أثق في قرارة نفسي أن لكل صورة ذكرى معينة تعيدها كشريط ذكريات في المستقبل .
لكنك حولت هوايتك لمهنة، فلماذا؟
– حاولت أن أعمل في المجال الذي أحبه وأتقنه حتى أتمكن من الإبداع والابتكار في وظيفتي، وفعلاً عملت على تطوير نفسي حتى عملت مصوراً فوتوغرافياً في ديوان الحاكم في المنطقة الشرقية .
هل هناك نوعية محددة من الصور تفضل التقاطها؟
– أفضل دائماً تصوير المناظر الطبيعية لأنها تشعرني بالراحة والهدوء ، تبين لي عظمة الخالق وبديع صنعه، كما أعشق التقاط المشاهد العفوية والتلقائية التي تصل إلى الناس بسهولة وكل ما هو تراثي وأصيل .
من وجهة نظرك لماذا ارتفع عدد المصورين في الإمارات؟
– هناك أسباب كثيرة أدت لهذا الأمر، أهمها جمال الطبيعة في الدولة والذي يعد أكبر حافز للتصوير، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي، بخاصة الإنستغرام الخاص بعرض الصور ساهم في هذا الأمر، وأخيراً انخفاض أسعار الكاميرات في الدولة .
وسط العدد الكبير من المصورين كيف تجعل نفسك مختلفاً؟
– أعتقد أن وجودي وحياتي في مدينة العين أمر يميزني عن بقية المصورين، فهي تتسم بجمال الطبيعة وتوافر أماكن التراث القديم مثل القلاع والمنازل القديمة، مما يتيح لي الفرصة لالتقاط أجمل المناظر الطبيعية والتراثية التي أعشقها .
ما أفضل صورة بالنسبة لك؟
– لا يوجد لدي صورة مميزة عن البقية كل صورة لها مكانة في قلبي وفي عيني .
هل هناك صورة معينة تطمح في التقاطها؟
– صورة البيت الحرام قبلة المسلمين . وتكون بطريقة “التايم لابس”، وهو تصوير لصورة مكررة لفترة طويلة من الزمن، وبعدها تقوم الكاميرا بدمج الصور جميعها في فيديو قصير جداً، فعلى سبيل المثال قمت بتصوير 5000 صورة لمدة ساعة دمجتها الكاميرا في فيديو لمدة دقيقتين بشكل سريع وجميل .
هل تعتمد على برامج الفوتوشوب في صورك أم تتركها طبيعية؟
– للأسف لا أجيد برامج الفوتوشوب أو أي برامج أخرى، كما أنني أفضل ترك الصورة على طبيعتها، لكن في بعض الأحيان تحتاج بعض المشاهد لتدخل بسيط أحرص ألا يؤثر في الجوهر .
تقوم بتصوير فعاليات مدينة العين من دون مقابل فلماذا؟
– بعيداً عن عملي أعشق تصوير كل الفعاليات التي تقام في العين للدوائر الحكومية والخاصة من دون مقابل، لأنني أشعر أن هذا واجب وطني .
وأنا كمواطن مدين لدولته ومدينته وعليه أن يستغل كل طاقاته وإمكاناته في خدمة وطنه وتقديم أفضل الصور عنه وتوثيق تاريخه الحضاري والثقافي .
لكل مصور طقوس قبل الحصول على اللقطة التي يريدها فماذا عنك؟
– الكاميرا هي عيني الثالثة، بحيث أرى من خلالها منظراً لا يستطيع أحد غيري رؤيته، وأحاول أن أرسم في مخيلتي ما ستؤول إليه هذه اللقطة، كما اهتم باختيار الزاوية المناسبة والإضاءة الجيدة .
ماذا عن أحلامك وطموحاتك؟
– أن تتغير نظرة الناس لفن التصوير وأن أرى مزيداً من الاهتمام بهذا المجال، من ناحية العرض أو المسابقات، وأن أطور نفسي في المجال .